قصة عبدالله بن المبارك وأم اليتامى
من هو عبدالله بن المبارك :
هو العبد الصالح المحدث أمير الأتقياء، عالم رباني وسيد العلماء في
زمانه العابد الزاهد الذي عنه يروى الكثير من الأخبار التي تدل على صلاحه وتقواه
حتى امتلأت بها كتب الزهد والسلوك.
![]() |
عبدالله بن المبارك وأم اليتامى |
وكان ابوه مبارك من العباد الزهاد يعمل حارساً على بستان،وكان من الصالحين الاتقياء . وكان يتخلل عمله بركعات يركعها في البستان، ولا يفتر لسانه من ذكر الله عز وجل، فإذا استلم راتبه من سيده تصدق بثلث الراتب، وأنفق عليه وعلى أهله ثلثه وخزن ثلثه، لما سوف يعرض له.
فهو من
نسل طيب ، تقى ، ومبارك
ولنتعرض لبعض مما ذكر عن هذا الولي التقي في
موسم الحج، ومما ذكر عنه :
كان عبدالله بن المبارك ينفق على
أصحابه ويجهزهم للحج، وكان إذا أراد الحج من جمع أصحابه وقال من
يريد منكم الحج؟، فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها عنده في صندوق، ويقفل عليه ثم يحملهم
وينفق عليهم أوسع النفقة، ويطعمهم أطيب الطعام، ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من
الهدايا ، ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعامًا ثم جمعهم عليه، ودعا
بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فرد إلى كل واحد نفقته.
وكان هذا العبد الصالح بن المبارك يحج عاما ويغزو فى سبيل الله عامًا ويغزو في ، وفي العام الذي أراد فيه الحج.. خرج ليلة ليودع
أصحابه قبل سفره، فوجد امرأة في الظلام تفتش فى كومة من القمامة حتى وجدت دجاجة ميته فأخذتها وانطلقت لتطهوها وتطعمها صغارها، فتعجب ابن المبارك ونادى عليها
وقال لها: يا أمة الله ماذ تفعلين ؟ وذكرها بالآية الكريمه التى تقول (إِنَّمَا حَرَّمَ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ).
فقالت له: يا عبد الله – اترك الخلق للخالق فلله
تعالى في خلقه شؤون، فقال لها ابن المبارك: ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.. فقالت
المرأة له: أما وقد أقسمت عليّ بالله.. فلأخبرنَّك:
إن الله قد أحل لنا الميتة، وأنا أرملة فقيرة
وأم لأربع بنات ولا يوجد من يكفلنا، وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبًا رحيمة
فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة
.. أفمجادلني أنت فيها؟، وهنا بكى عبدالله ابن المبارك، وذهب مسرعا واتى بالمال
وقال لها خذى هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج وعاد إلى بيته
ولازمه طوال فترة الحج.
وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج، ثم عادوا، وذهبوا لزيارته في بيته ليشكروه على إعانته لهم طوال فترة الحج، فقالوا له:
رحمك الله يا ابن المبارك ما جلسنا مجلسًا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم،
ولا رأينا خيرًا منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام.
فتعجب ابن المبارك من قولهم، واحتار في أمره وأمرهم، فهو لم يفارق البلد، ولكنه لايريد أن يفصح عن سره، ونام ليلته وهو يتعجب مما حدث، وفي المنام رأى رسول الله صل الله عليه وسلم يقول له: السلام عليك ياعبدالله جزاك الله عن أمتي خيرًا .. يا عبد الله بن المبارك، لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى .. وسترك كما سترت اليتامى، إن الله – سبحانه وتعالى – خلق ملكاً على صورتك .. كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج .. وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة.
ونقول
وبالله التوفيق ان من اراد الحج هذا العام ولم يستطع الذهاب الى بيت الله الحرام بسبب ظروف فيرس كورونا فقد كتب الله لك ثواب الحج على نيتك، فانفق مال الحج او جزا منه على الارامل والمحتاجين .
وتقبل
الله منا ومنكم صالح الاعمال.
وجزاكم
الله خيرا
قصه جميله وفيها من العبر الكثير
ردحذفعليه رضوان الله
ردحذفامام الزهد والتقوى والورع
ردحذفقصه جميله وفيها عبر كثيره وصالحه لان تدرس
ردحذف