-->

السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها




كانت السيدة خديجة رضي الله عنها قد سمعت عن جميل صفات النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأكدت من ذلك بعد أن عمل لها في تجارتها ولمست عن قرب من صفاته أكثر مما سمعت ، مما أوقع محبته في قلبها وجعلها ترغب فى الزواج منه.
السيدة خديجة رضي الله عنها
السيده خديجه رضى الله عنها
وتتحدث كتب السيرة عن حادثة وقعت للسيدة خديجة رضي اللهعنها ، فقد روى الإمام ابن إسحاق في المغازي قال: كان لنساء قريش عيد يجتمعن فيه في المسجد الحرام حول الكعبة المشرفة، فاجتمعن يوماً في يوم العيد فيه، فجاء يهودي فقال: أيا معشر نساء قريش! إنه يوشك فيكن نبي قرب وجوده، فأيتكن استطاعت أن تكون فراشاً له فلتفعل فحصبنه النساء (رمينه بالحصباء ) وأغلظن له القول ، ويقال أن هذ الكلام من اليهودي وقع فى قلب السيدة خديجة رضي الله عنها.
وسواء أكان هذا الكلام أثر فيها أم لا ، فمن المؤكد أن ما سمعته ورأته من صفات النبي صلى الله عليه وسلم كان العامل الأساسي الذي دفعها إلى أن تعرض عليه الزواج بواسطة إحدى صديقاتها ، ولندع صديقتها تحكي لنا عن ذلك

عن نفيسة بنت منية رضي الله عنها قالت :- أرسلتني خديجة دسيسا إلى محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن رجع من الشام ، فقلت : يامحمد (صلى الله عليه وسلم ) مايمنعك أن تتزوج ؟ قال : مابيدي ما أتزوج قلت :فإن كنت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ، ألا تجيب ؟ قال : فمن هى ؟ قلت :خديجة قال : وكيف لى بذلك ؟ قلت : على ، قال : فأنا أفعل فذهبت فأخبرتها وأرسلت إليه أن يأت فى ساعة كذا وكذا ، وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها
واختلفت الروايات فى من تولى تزويجها فمنهم من قال والدها ومنهم من قال عمها ، لأن والدها توفى في حرب الفجار، والأرجح أن عمها هو من تولى تزويجها

وأعلمت السيدة خديجة رضي الله عنها أهلها فوجدت منهم قبولا وترحيبا ، وحددت للنبي صلى الله عليه وسلم وأهله موعدا يحضرون فيه ، وحضر النبي صلى الله عليه وسلم ودخل في عمومته وتزوج بها وفقا للعادات المتبعة في زواج الأشراف من أهل مكة ، حيث تبدأ بخطبة من أهل العريس يوضحون فيها رغبة ابنهم في الزواج من العروس ويسمون المهر ،
 وتذكر المصادر أن أبا طالب هو الذي خطب يومئذ ، ثم يرد أهل العروس بخطبة أخرى يوافقون فيها ويباركون الزواج ، وتم الزواج الميمون .
والمشهور عند المؤرخين أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها وعمره خمسة وعشرين عاما وعمرها أربعين عاما
ولقد واست السيدة خديجة النبي صلى الله عليه وسلم بالنفس والمال ورزقه الله سبحانه وتعالى منها البنين والبنات
فولدت له السيدة خديجة رضي الله عنها كل أولاده ، ما عدا إبراهيم فإنه من ماريا القبطية ، وكان أول من ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل النبوة :
القاسم ، وبه يكنى ،
 ثم زينب ،
 ثم رقية ،
ثم أم كلثوم ،
 ثم فاطمة وهى أصغر بناته وولدت قبل البعثة بخمس سنين
 ثم ولد له في الإسلام : عبد الله فسمى الطيب والطاهر رضي الله عنهم جميعا

فأما أولاده الذكور فقد ماتوا جميعا ، وكان أول من مات من ولده القاسم ثم عبد الله ثم إبراهيم مات في المدينة
وأما الإناث فقد عشن حتى تزوجن وكلهن توفين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ما عدا فاطمة رضي الله عنها فقد توفت بعده بستة أشهر .
ولم يتزوج عليه الصلاة والسلام على السيدة خديجة رضي الله عنها في حياتها أحدا

ولقد واست السيدة خديجة رضي الله عنها 
الرسول صلى الله عليه وسلم بمالها ونفسها وولدت له البنين والبنات ، وعاشوا حياة سعيدة هادئة ،وعندما اقترب رسول الله صلى الله عليه وسلم من اﻷربعين من عمره ،حبب له الخلاء وكان يختلى بنفسه في غار حراء يتزود لذلك تزوده السيدة خديجة رضى الله عنها بما يلزمه ، ثم يرجع اليها فتزوده بمثلها ، إلى أن جاءه الوحي وهو في غار حراء
وحين نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء (اقرأباسم ربك الذي خلق) [العلق: 1] ، رجع يرجف فؤاده وضلوعه حتى دخل على السيدة خديجة رضي الله عنها فقال : "زملوني زملوني،" فزملوه حتى ذهب عنه الروع. وهنا قال لخديجة رضى الله عنها : “أي خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي“، وأخبرها الخبر، فردت عليه السيدة خديجة رضى الله عنها بما يطيب من خاطره ويهدأ من روعه فقالت: كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق
يرجف فؤاده : يضطرب من الخوف 
زملونى : غطونى 
الروع :الخوف
تحمل الكل : تنفق على الضعيف وذو العيال
تكسب المعدوم : تسبق إلى فعل الخير فتبادر إلى إعطاء الفقير فتكسب حسنته قبل غيرك
تقري الضيف : تكرمه 
تعين على نوائب الحق : بمعنى اذا وقعت نائبة أو مصيبة لأحد أعنت فيها

ثم انطلقت به حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة رضي الله عنها ، وكان قد تنصر في الجاهلية ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له رضي الله عنها: يا ابن عم ،اسمع من ابن أخيك ،فقال ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رآى فقال له ورقة : هذا الناموس (جبريل عليه السلام) الذي أنزل على موسى ، ياليتني فيه جذعا ،ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو مخرجي هم " قال : نعم ، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا

وبذلك كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من آمن بالله ورسوله وصدق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس رضي الله عنها.

والى اللقاء مع السيدة / سوده بنت زمعه رضى الله عنها
دكتم فى امان الله

مدرسة التمريض
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع صحتك تهمنا .

جديد قسم : دينى